فرض الله سبحانه وتعالى على عباده خمسَ صلواتٍ في اليوم، وما دونها فهو نافلةٌ يتقرّب بها العبد إلى ربّه، وبها يٌجبر أيّ تقصير كان في صلاة الفرض، ولذلك فإنّ صلاة الوتر وقيام الليل وغيرها من السنن الرّواتب تعدّ من النوافل التي سنّها رسولُنا الكريم، وقد اختلف العلماء في التفريق بين صلاة الوتر وقيام الليل، وهذا ما سنبيّنه في هذا المقال.
حكم صلاة الوتر وقيام الليلتعدّ صلاة الوتر من صلاة الليل، وهي آخر صلاة فيه، أي أنّه يختتم بها ما كان من صلاةٍ وقيام في أول الليل، أو أوسطه، أو آخره، ويروى أن رجلاً جاء إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن كيفية صلاة الليل: قال: "مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"، وقد اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من رأى أنّ صلاة الوتر واجبةٌ وهذا مذهب أبي حنيفة، والواجب هو ما اقتضى الشّرع عمله على وجه الإلزام ولكنه ليس بدرجة الفرض، أي يعاقب عليه تاركه ويؤثم، لكن ليس كعقاب تارك الفرض.
رأى بعضهم أيضاً أنّ الوتر سنةٌ مؤكدةٌ، وهذا مذهب الشافعيّة والمالكية؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر"، أما صلاة قيام الليل فلم يختلفِ العلماءُ في حكمها فهي منوبةٌ، أي يستحبّ صلاتها، ولكن ليس على وجه الإلزام فيثاب فاعلها ولا يؤثم تاركُها.
كيفية أداء صلاة الوتر وصلاة قيام الليلتصلى صلاة قيام الليل ركعتيْن ركعتيْن، وتتضمن أيضاً كلَّ ما يُصلّى من نافلة بعد صلاة العشاء، كصلاة التراويح، وصلاة سنة العشاء، وصلاة الوتر، وصلاة التهجّد، ولم يحدّد عدد ركعاتهان حيث يمكن للمرء أن يصلّي ما تيسّر له منها بنيّة قيام الليل، ويدخل وقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر.
أمّا صلاة الوتر فيختتم بها صلاة الليل، فقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان يصلّي صلاته بالليل وهي معترضةٌ على فراشه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت"، وتصلّى صلاة الوتر ركعةً أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، أو تسعاً، فإن أوتر المرء بخمس ركعات أو سبعٍ أو تسعٍ لم يجلس إلا في الركعة الثامنة يذكر فيها الله ويحمده ويدعوه، ثم يقوم ويصلي التّاسعة ويجلس ويدعو الله فيها ثم يسلم، ولا ينبغي أن تزيد صلاة الوتر عن إحدى عشرة ركعةً، ويدخل وقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، لقوله -صلى الله عليه وسلم: "فإن خفت الصبح فأوتر بواحدة".
المقالات المتعلقة بالفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل